الراي نيوز  - آرام المصري

في ظل الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على غزة وما يتعرض له المتابع من مقاطع توثق جرائم الإحتلال وحجم الدمار الذي يخلفه والذي يرافقه فيض من المشاعر، ما بين حزن وأسى وعجز وفرحة في بعض حالات النجاة، يشتكي رواد مواقع التواصل الإجتماعي من عجزهم عن ممارسة أي نشاط حياتي نتيجة التعرض لهذا الكم الهائل من المشاعر خلال فترة زمنية قصيرة.

ويحذر العديد من الاطباء النفسيين والمختصين من وقع مثل هذه المشاهد على النفس وخاصة بما تحتويه من قصص ورسائل ونظرًا للكم الهائل من الاخبار والمقاطع التي تروي ما يحدث بشكل واقعي مؤكدين أهمية ضبط المشاعر والسيطرة عليهم في ظل محدودية الحلول.

وفي هذا الإطار أكدت الإستشارية النفسية نورة صلاح أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي وان ما يربطنا فيها هو شيء وجداني لا يمكن تجاوزه إلا أنه علينا إدراك كيفية التعامل مع الأخبار والأحداث بطريقة منطقية.

وأضافت أن الشعور بالعجز يُعد طبيعي نظرًا للقيمة الوجدانية التي نعطيها للقضية الفلسطينية، إلا أنه علينا مسامحة أنفسنا وإدراك أنه ليس لنا يد في هذه الأحداث.

ولفتت صلاح أن كل شخص يملك مهام يومية عليه القيام بها مُجبرًا، وعليه فيجب التعامل مع الأحداث بطريقة منطقية وليست عاطفية وذلك بمحاولة ادراك رد فعله النفسي والجسدي والذي قد يظهر على شكل تفكير زائد أو فقدان للشهية أو إنعزال او أرق، وغيرها من المشاعر، والتعبير عن ردود افعاله وعدم كبتها ومن ثم محاولة السيطرة عليها.

وأضافت أنه على الشخص الذي يتأثر بشكل قد يكون مبالغ فيه ويؤثر بيومه بشكل واضح حيث يعجزه عن القيام بمهامه أن يخصص وقت محدد في اليوم لمتابعة الأخبار على ان تكون من مصدر موثوق.

ولفتت إلى أننا نملك عدة خيارات الا انه علينا استخدامها بما لا يتجاوز حدود حياتنا محاولة استخدام أدوات الدعم المادية والمعنوية للتخفيف من شعور العجز وذلك بالدعاء وعدم المبالغة باظهار المشاعر بالإضافة إلى الدعم المادي.